كشفت دراسة طبية حديثة، أجراها الباحثون بالمركز القومى للبحوث برئاسة دكتور عفاف عزت، أن تأثير السمع بتثبيط الدفاعات المضادة للأكسدة يؤدى إلى زيادة فى كمية الأكسجين الحر المتفاعل والشقوق الحرة، الذى يؤدى إلى الإجهاد الوظيفى لمضادات الأكسدة والضرر الذى يصيب الأذن.
وأوضحت الدراسة أن مريض الصمم يفقد حساسية التعايش مع المجتمع، والذى يؤثر على سلوكه وعاداته الغذائية وشهيته، والتى من الممكن أن تؤدى إلى حدوث نقص فى بعض العناصر الصغرى والمغذيات فى هؤلاء المرضى من الأطفال، والهدف من البحث إلقاء الضوء على العلاقة بين عنصر الإجهاد الوظيفى لمضادات الأكسدة وفقد السمع الوراثى.
كذلك عمل تقييم غذائى لبعض المغذيات التى من الممكن أن تتدخل بشكل غير مباشرة مع الحالة المرضية، وقد أجرى البحث على عدد 21 حالة أجريت عليهم كل الاختبارات والقياسات الإكلينيكية الدقيقة، لمعرفة التاريخ المرضى للمريض، وإن كان هناك حالات مشابهة فى العائلة أو زواج الأقارب، بالإضافة إلى التحاليل البيوكيميائية للعناصر الصغرى من الزنك والنحاس والكالسيوم والفسفور والماغنسيوم والحديد، وكذلك مضادات الأكسدة من البيتاكاروتين وفيتامين A,C,E، وكذلك تم قياس الليبدبيروكسيد وهو الناتج النهائى لأكسدة الدهون، والذى يؤخذ كمؤشر لمدى حدوث أكسدة أو ضغوط الأكسدة داخل الجسم بواسطة الشقوق، أيضا تم تحديد المركبات المناعية (جلوبين A,G,M) لبيان مدى تأثير المغذيات والحالة المرضية على النشاط المناعى للجسم، وقد تم قياس الحالات المرضية بمجموعة ضابطة تتكون من عشرة أطفال أصحاء فى نفس العمر.
وأكدت النتائج انخفاضا معنويا فى تركيز كل من الكالسيوم –الفسفور – البيتاكاروتين – فيتامين E وكذلك انخفاضا معنويا فى المركبات المناعية جلوبيولين G,M وزيادة معنوية فى تركيز الليبدبيروكسد الذى أشار إلى وجود ضغوط أكسدة من الممكن أن تكون مرتبطة بوظائف الأذن والتلف المورفولوجى بها، وقد ربطت هذه الدراسة بين الأكسجين المتفاعل، والذى أكد وجود ارتفاع تركيز الليبدبيروكسيد والتلف السمعى من خلال تلف أنسجة الأذن الداخلية فى مرضى الصمم الوراثى.
وأشارت نتائج البحث إلى أن فرضية النظام الغذائى والعوامل التى تؤثر على المناعة تؤثر على السمع وتؤدى إلى الصمم، وقد اقترحت النتائج أن إجراء المعالجة بمضادات الأكسدة من الممكن أن يكون مفيدا فى الحماية ضد فقد السمع أو تقليل أعراضه الجانبية، كذلك أهمية التركيز على التغذية بمصادر المغذيات الصغرى من الأملاح المعدنية والفيتامينات فى الغذاء هؤلاء الأطفال ومحاولة الربط المستمر بينهم وبين المجتمع وكذلك الاهتمام بسلوكياتهم الغذائية.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع